لطالما أسرت قصّة الأميرة الشقراء وعينيها الزرقاوتين قلوب محبّيها حول العالم، منذ زواجها من الأمير تشارلز ووفاتها في نفق الـ "ألما" في باريس، حتّى يومنا هذا. فقصّتها لا تشبه قصص الأميرات التي نراها على الشاشات، والتي تحلم بها الفتيات الصّغيرات...
قصّة الأميرة ديانا حزينة جداً، فهي التي ملأت بمحبّتها قلوب جماهيرها، غدت كئيبة في قصر الـ "باكينغهام" في لندن الذي ينضح بالذهب البرّاق في جميع زواياه. وعلى الرغم من لمعانه وأرستقراطية العيش بين جدرانه، إلّا أنّ ديانا لم تحتمل حياتها الزوجية الصعبة "والمليئة بالغموض الملكي"، كما كانت تصف في حواراتها بعد انفصالها عن زوجها.
غادرت ديانا القصر وأبقت في قلبها عشقها لطفليها وليام وهاري، وبالرغم من مرور أكثر من 20 عاماً على وفاتها، إلّا أنّ الكثير من الافلام الوثائقية تسلّط الضوء دائماً على العلاقة التي جمعتها بحبيبها المصري دودي الفايد، وتركّز بشكلٍ كبير على تأثير هذه العلاقة على مصيرهما.
ومع اقتراب زفاف نجلها الأصغر هاري من الممثلة الأميركية ميغان ماركل، عادت قصّة ديانا الى الأضواء من جديد، مُعَنوَنةً بما قالته في مقابلة لها بعد انفصالها عن زوجها وقبل نحو عامين من مقتلها: "زوجي يريد قتلي من خلال التخطيط لحادث في سيارتي".
عنوان لا يزال الى يومنا هذا يثير استياء الآلاف حول العالم، ويحيّر الصحافة والمحللين والمراقبين خصوصاً وأنّ السائق Henri Paul الذي قاد سيّارتها في ليلة وفاتها في باريس (31 آب 1997) كان تحت تأثير الكحول (والذي توفّي فوراً)، كما أنّ سيّارةً بيضاء تبعتها شتّت سائقها داخل النفق، فيما تبعهم درّاج وأصدر ضوءاً برّاقاً في وجه السائق ليؤثّر على تركيزه، ما أدّى الى اصطدام السيارة في العمود الـ 13 داخل النفق. إشارة الى أنّ سائق السيارة البيضاء كان صحافياً يدعى James Andanson وله علاقات مهمة مع العائلة المالكة ووصلت الى حسابه في الليلة نفسها أرقام مالية كبيرة، ووجد منتحراً في سيارته بعد سنوات من الحادثة.
وما سلّطت عليه الاضواء مجدّداً، غموض العطل الذي طرأ على كاميرات المراقبة داخل النفق، وتأخّر سيارات الاسعاف في الوصول لمكان الحادثة علماً أنّ تقارير كثيرة أكّدت أن ديانا لم تمت على الفور (بعكس صديقها) بل كانت تعاني من نزيف داخلي يعتقد أنّها كانت لتنجو منه لو وصلتها المساعدة فوراً.
كما أنّ فيديوهات أخرى لوالد دودي الفايد، محمد الفايد، انتشرت مجدداً، حيث أكّد فيها أنّ الأميرة وابنه قتلا بتخطيط من العائلة المالكة لأنّ ديانا كانت تملك أسراراً عن هذه العائلة ومن المحتمل أن تقضي على سمعتها إذا كشفتها لأحد من الإعلاميين.
وانتشر أخيراً عبر المواقع العالمية فيديو لاحد مرافقيها Paul Burell، والذي كشفت أنّها تعرّضت لحادث سير آخر قبل وفاتها فاتصلت به وطلبت منه مساعدتها خصوصاً أنّها كانت وحيدة أثناء الحادث في مكان بعيد. فهل أراد بهذا الإعلان الجديد أن يشير الى أنّها كانت هاربةً من واقع ما؟ وأكّد أيضاً أنّ شبح الحادثة لا يزال يطارده ولا يزال يحلم بالأميرة وهي تحادثته.
قصّة الأميرة ديانا لن تنطفئ، تماماً كمجسّم الشعلة الذي وضع فوق النفق الذي توفيت فيه في باريس، وهي واحدة من القصص التي تعيد لأذهاننا غموضاً كبيراً وتساؤلات مخيفة حول القضايا التي تعدّ من الملفات الأكثر سريّة والأكثر خطورة إذا فُتحت مجدداً!